الدولار مقابل الين USD/JPY، ارتفع سعر الين الياباني في السوق الآسيوية خلال الأسبوع الماضي في مقابل مجموعة من العملات الأخرى وعلى رأسها الدولار، وذلك في محاولة مستميتة للتعافي من الهبوط الحاد الذي وصل له خلال الفترة الأخيرة والذي سجل خلاله أقل مستوياته على مدار ما يقرب من عام كامل.
وبالرغم من التحذيرات القوية التي جاءت في تصريحات العديد من المسئولين في اليابان حول احتمالية ضعف الين مرة أخرى، إلا أن التحليلات الاقتصادية تستبعد بشكل كبير احتمالية تدخل الحكومة اليابانية في أسعار الصرف في محاولة دعم عملتها المحلية مقابل العملات الأخرى.
ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على التحليلات الاقتصادية التي جرت بشأن سعر الين الياباني ومستقبله في سوق العملات العالمية.
على مدار عشرة أشهر كاملة شهد الين الياباني هبوطا ملحوظا أمام الدولار الأمريكي، وأصبحت عملة الين مهددة بشكل كبير، إلا أن اليابان استطاعت أن تنهض بسعر العملة المحلية وشهدت الأيام الأخيرة ارتفاعا كبيرا في سعر الين الياباني مقابل مجموعة من العملات العالمية.
وقد تعافى الين الياباني بشكل كبير على حسب تصريحات العديد من الخبراء الاستراتيجيين في اليابان، وقد أكد نائب وزير المالية الياباني أن هناك الكثير من الجهود التي قامت الحكومة اليابانية ببذلها خلال الفترة الأخيرة لوقف هذا الهبوط الحاد للين على مدار العام الماضي.
وأضافت التصريحات أن محاولات التدخل الحكومي في تحديد أسعار الين الياباني قد تراجعت بعد أن تحققت الأهداف المخطط لها لرفع سعره في السوق العالمي.
واصل الدولار الأمريكي الصعود خلال العام الماضي في مقابل مجموعة العملات العالمية، مما أثر على الاستراتيجيات التي تتبعها معظم دول العالم في محاولة لوضع حد للخلل الذي حدث خلال عام كامل في عملاتها المحلية، مما أثر بالتبعية على الاقتصاد المحلي لكل منها، وكان ضمن هذه العملات الين الياباني الذي أثر انخفاض سعره على الاقتصاد وأيضا على السياسات المالية الداخلية للدولة.
وقد تأثرت ديناميات تداول الين الياباني في مقابل الدولار بالشكل الذي أدى إلى ضرورة مراجعة الاستراتيجيات المختلفة التي تبنتها الدولة بالاتفاق مع البنك المركزي الياباني فيما يتعلق بأسعار فوائد البنوك.
في هذه الأثناء كانت الولايات المتحدة الأمريكية تواصل سياساتها في رفع الأسعار بينما يحاول البنك المركزي في اليابان الالتزام بتثبيت الأسعار في وضع انخفاض، وقد ساهم هذا السلوك المتضارب من كلا الدولتين في صعود زوج الين الياباني في مقابل الدولار.
في خلال الأيام الحالية وصل سعر الدولار مرة أخرى إلى السعر المحوري، والذي يصل إلى 145، وكانت هذه فرصة رائعة بالنسبة للاقتصاد الياباني سمحت لها بالتدخل لإعادة المسار بالنسبة لعملتها المحلية، وقد قام الخبراء الماليين بالتعامل مع الأمر من منظور فني احترافي جعلت من سعر الدولار في مستوى 145 منعطف قوي تم استخدامه كأحد النقاط القوية للمقاومة.
شركة exness
في حال نجح السعر في وضع وتأسيس مركزه فوق مستوى 145 فهذا يعني إمكانية التقدم بشكل جيد نحو تجاوز المستوى 145، ومن المتوقع أن يحدث تبعا لذلك التحرك انكماش بشكل مؤقت يؤدي إلى وصول السعر إلى مستوى أكثر انخفاضا 140، ولكن كما ذكرنا أنه انخفاض مؤقت يعني أنه من المحتمل بنسبة كبيرة أن يتم استعادة السعر إلى مستوى أعلى قد يصل إلى أعلى من مستوى 145.
وعلى مدار تاريخ تحرك العملة خلال العام الماضي على وجه التحديد فقد ظهرت لنا أمثلة متعددة حول التدخلات الحكومية حول هذا الصعود الحاد الذي ظهر للدولار الأمريكي في مقابل الين الياباني، في هذه الفترة قامت الحكومة اليابانية بالتدخل من خلال شراء عملات الين من الأسواق مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في سعر الدولار مقابل الين الياباني واستقراره مع بداية العام 2023 حول مستوى 127، في خطوة تمهيدية لتخفيض سعر الين ووصوله إلى أدنى مستوياته، مما أدى إلى الأزمة التي حدثت على مدار العام.
لذا فقد قامت الحكومة بتدارك هذا الخطأ ورفع يدها عن سوق صرف العملات والابتعاد عنها لتصحيح الأوضاع مرة أخرى، وهذا ما نجحت فيه خلال الأيام الأخيرة، ومن المتوقع الاستمرار على هذه الوتيرة للحفاظ على أسعار العملات المحلية لها بالداخل والخارج.
باختصار نستطيع القول أن الموقف الخاص بالعملة اليابانية أمام الدولار الأمريكي يشير إلى التفاؤل بالنسبة للحكومة اليابانية ويؤكد على أن هناك تقدما ملحوظا في الاقتصاد الياباني القائم على أساس ارتفاع قيمة الين الياباني في مقابل العملات الأجنبية الأخرى وعلى رأسها الدولار الأمريكي.
سعر صرف الدولار مقابل الين
خلال الفترة الأخيرة تشير المصادر إلى أن هناك تحركا ملحوظا فيما يتعلق بسوق المال الأمريكية وخاصة فيما يخص السندات الأمريكية طويلة الأجل لمدة 10 سنوات، فقد أظهرت خلال الأسبوع الماضي ارتفاعا ملحوظا وصل إلى ما يزيد عن 1.7% على مدار الجلسات الستة الأخيرة التي تم عقدها، في حين قد سجل في وقت سابق سعر السندات أدنى مستوى له على مدار ثلاثة أسابيع متواصلة عند قيمة تصل إلى 4.060%.
ومن المعروف بالنسبة للجميع خاصة خبراء الاقتصاد والسياسات المالية في اليابان وأسواق البورصة العالمية، أن أي ارتفاع يحدث في أسعار السندات الأمريكية يعني أن يؤثر ذلك بشكل كبير بالسلب على سعر صرف الين الياباني في السواق، وهذا يؤدي بلا شك إلى إحداث فجوة واسعة بين عوائد السندات طويلة الأجل فيما بين الولايات المتحدة واليابان.
منذ بداية العام الماضي فقد انخفض سعر الين الياباني بمعدل ما يساوي 11% في مقابل الدولار الأمريكي، وهذا الذي سبب الخسارة الثالثة لليابان على مدار هذا العام، وذلك يرجع إلى العائدات المالية المنخفضة في الأسعار في اليابان، هذا الذي جعل الين الياباني من أكثر الأهداف السهلة لجميع المتعاملين في سوق المال على المكشوف ومع معاملات التمويل.
تابع المزيد: أساسيات بناء استراتيجيات التداول
خلال الأسبوع الماضي تأرجح سعر الدولار في مقابل العملات الأخرى، حيث ارتفعت أسعار عدد من العملات في مقابل الدولار ومن ضمنها الين الياباني، فيما استمر الجنيه الاسترليني في الارتفاع أيضا أمام الدولار ارتدت أسعار اليورو بشكل غير متوقع.
كان الأسبوع الأخير بمثابة جولة حول مؤشر الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، حيث أن التضخم الذي حدث في على مستوى العالم قد أثر بشكل سلبي على مستوى الارتفاع الذي شهده الدولار على مدار الفترة الماضية، بعدما أظهرت مؤشرات الأسعار الخاصة بالمستهلكين والتي تماشت مع توقعات المحللين الماليين.
زاد التضخم الأساسي على مستوى العالم وقد سجل زيادة مقدارها ما يعادل 4.7% ، وقد ظل الاحتياطي الفيدرالي بعيدا عن الهدف الذي تم تحديده مسبقا.
في نهاية هذا المقال تحدثنا عن سعر الين الياباني في مقابل الدولار الأمريكي وأهم التطورات التي حدثت في أسعار العملات على مدار العام الماضي.
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.