مفهوم الدورة الاقتصادية يتضمن تغيرات في مجال الإنتاجية والأنشطة الاقتصادية، حيث تتعرض الاقتصادات العالمية لتقلبات دورية تتسبب في ارتفاع النمو والرخاء في بعض الأوقات والسنوات، بينما تنخفض بشكل تدريجي وتصل إلى مستويات منخفضة من النمو والرخاء، يتسبب ذلك في زيادة معدلات البطالة وانخفاض الأجور وسوء معيشة الأفراد في تلك البلدان.
وتحاول الحكومات والقطاع الخاص بأن يستخدموا الأدوات المناسبة للتخفيف من هذه التقلبات الاقتصادية وتقليل الخسائر، وتسمى هذه التقلبات بالدورة الاقتصادية، وهي حدث حتمي يمكن تحديده بسبب بعض الخصائص، ويمكن قياسها بعدد من المقاييس، ولهذا فإن التقلبات الاقتصادية تعتبر أمراً هاماً ويستحق أن يتم مناقشته في هذا المقال.
ما هي الدورة الاقتصادية؟ يعني مصطلح الدورة الاقتصاديّة أو دورة الأعمال أو دورة التجارة أو دورة الازدهار والكساد تغيرات في مجال الإنتاجية والتجارة والنشاط الاقتصادي مع صعود وهبوط في الناتج المحلي الإجمالي في النمو الاقتصادي الطبيعي.
بالإضافة إلى عدة مراحل في الاقتصاد مثل التوسعات والانكماشات في مستوى الأنشطة الاقتصادية، تعتبر الدورة الاقتصاديّة مفيدة لتحليل الاقتصاد وتساعد في اتخاذ قرارات مالية على مستوى الأفراد والشركات والحكومات، ولكن ما هو مفهوم الدورة الاقتصادية؟ هذا ما سنجيب عليه في السطور التالية.
يتميز الاقتصاد بعدم الاستقرار، حيث يتغير مفهوم الدورة الاقتصادية بشكل مستمر ولا يبقى ثابتاً على حالة معينة، يمكن وصفه بأنه مثل حركة المد والجزر في البحر، يوضح دورة الاقتصادية كيف يتقلب الاقتصاد الكلي للدولة مع مرور الوقت، حيث يمر بعدة مراحل تمثلها التوسّع، والذروة، والانكماش، والقاع، في مرحلة التوسّع، يزداد عدد العمالة والنمو الاقتصادي والأسعار.
أما في مرحلة الذروة، فينتج الاقتصاد أقصى إنتاج ممكن وتزيد الضغوطات التضخمية على الأسعار، بعد ذلك، يدخل الاقتصاد في مرحلة الانكماش، وتتراجع مستويات العمالة وتزيد نسبة البطالة، عندما يتوقف التباطؤ، يصل الاقتصاد إلى مرحلة القاع التي ستخرج منه المرحلة التالية من التوسّع والانكماش، يتم توضيح كل مرحلة بالتفصيل في الفقرات التالية.
تسمى هذه المرحلة “فترة الصعود” وهي المرحلة المحببة للاقتصاد والغاية المرغوبة، في هذه المرحلة، تعمل الشركات ومؤسسات الأعمال على زيادة إنتاجيتها لتحقيق أرباحٍ كبيرة، وتكون نسبة البطالة منخفضة، تعمل الأسواق المالية بشكل إيجابي وتكون صاعدة.
ويعتبر الاستهلاك والاستثمار في هذه المرحلة جيداً، يتسبب هذا في زيادة الطلب، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة في مستويات الأسعار، تتميز هذه المرحلة بمجموعة من الملامح المميزة، وهي التي تؤلف مفهوم الدورة الاقتصادية، حيث يكون الناتج المحلي الإجمالي في نطاق 2-3%، ويصل معدل التضخم إلى 2%، وتتراوح معدلات البطالة بين 3.5-4.5%.
عندما تزداد الأرقام الاقتصادية خارج الحدود الاعتيادية والمألوفة، فنحن نصل إلى مرحلة التشبع في الدورة الاقتصادية، وهذه المرحلة تثير القلق بسبب النمو الجامح الذي يحدث في الاقتصاد والذي يجعل الشركات تتوسع بشكل كبير وسريع ويصبح المستثمرون متفائلين بشكل مفرط.
يزداد ثمن كل شيء بشكل مجنون، باستثناء المؤشرات الاقتصادية فلن تتمكن من النمو بشكل أكبر والأمر يدل على أن الاقتصاد وصل إلى ذروته القصوى، بعد ذلك، سيبدأ النمو الاقتصادي بالتراجع ويقوم المستهلكون والمستثمرون بإعادة بناء ميزانياتهم للاستعداد لمرحلة الانكماش، وهي من عناصر مفهوم الدورة الاقتصادية.
المرحلة التي تلي مرحلة الذروة بمفهوم الدورة الاقتصادية، هي مرحلة الركود، وهي مرحلة ينخفض فيها الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين، حيث تكون معدلات النمو فيه لا تتجاوز 2 في المئة، وتعتبر هذه المرحلة فترة انكماش، التي تبدأ من الذروة وتستمر حتى القاع، والتي يكون فيها النشاط الاقتصادي في طريقه إلى التراجع.
شركة exness
يبدأ الانخفاض في الطلب على السلع والخدمات بشكل متزايد، ولا يستطيع المنتجون ملاحظة هذا الانخفاض، فيستمرون في إنتاج كميات كبيرة، مما يؤدي إلى فائض في العرض وانخفاض الأسعار.
وكذلك لجميع المؤشرات الاقتصادية الإيجابية مثل الدخل والإنتاج والأجور وما إلى ذلك، معدلات البطالة تزيد، ويستمر انخفاض النمو الاقتصادي، ويتجه إلى المرحلة التالية حيث تكون معدلات النمو أقل من المعدلات الطبيعية وتستمر لفترة طويلة.
من خلال التعرف على مفهوم الدورة الاقتصادية نذكر أن هذه المرحلة تسمى بالانكماش الاقتصادي، حيث ينخفض معدل النمو الاقتصادي ويستمر الانخفاض بشكل أكبر، وتنخفض الأسعار والخدمات إلى مستويات منخفضة جدًا ولا يمكن أن تصل إلى المزيد من ذلك، وعلى الرغم من ذلك يستمر الطلب في الانخفاض وتزداد العرض.
ويتم توصيل الاقتصاد إلى الذروة السلبية، حيث يستنزف إنتاج الدولة بشكل كبير، وعندما يستقر الاقتصاد في هذه المرحلة لفترة من الزمن، تعود دورة الأعمال من جديد وتبدأ مرحلة الانكماش بالتقلّص.
تعددت خصائص ومزايا الدورة الاقتصادية، ومن بينها:
تابع أيضًا: مالفرق بين البيتكوين والبيتكوين كاش؟
تميز كل مرحلة في الدورة الاقتصادية بصفات مختلفة يتم قياسها بواسطة الأرقام والنسب المعينة، مثل النمو والبطالة والمديونية ومعدلات الإنتاجية وغيرها، ويساعد فهم الدورة الاقتصادية ومعرفتها على التقدم بالقرارات الواضحة والمناسبة للشركات والمؤسسات والحكومات.
وذلك للتأقلم مع الحالة الاقتصادية والحفاظ على معدلات النمو الطبيعية والحدّ من الارتفاع أو الانخفاض المدمّر للاقتصاد، وتقوم المؤسسات باستخلاص الخطط المناسبة لمواجهة هذه المشكلات الاقتصادية من خلال هذه المراحل.
تقاس الدورات الاقتصادية بالرسم البياني، حيث يرسم منحنيات موجية لها قمم وقيعان، ويعتمد تحديد المرحلة الحاليّة في الدورة الاقتصاديّة على العمق الحاصِل في القاع، والذي يُحدَّدَ بانخفاض العناصر الرئيسة كالعمالة والإنتاج والمبيعات من الذروة إلى القاع.
كما يتم الاعتماد على الانتشار والمدة التي شكلت هذا المنحنى لتحديد قوة الركود أو التضخم، يتم تحديد مدة الدورة الاقتصادية وتواريخ بدئها وانتهائها بالرسم البياني أيضًا، ويستند الخبراء في هذا المجال على العوامل المذكورة؛ لتحديد الدورة الاقتصاديّة وتحديد المنحنيات الموجية.
في نهاية المقال نكون قد قدمنا لكم أهم تفاصيل مفهوم الدورة الاقتصادية، كذلك مراحل نمو الدورة الاقتصادية ومميزاتها في السوق التجاري وأهميتها بالنسبة للمستثمرين والتجار والشركات والمؤسسات.
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.